٢ في الآية دليل على أن الكفار يحاسبون وإن لم توزن أعمالهم لقوله تعالى {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} فمحاسبتهم لإظهار العدالة الإلهية لا لأن لهم أعمالاً صالحة يجزون بها والله أعلم. ٣ ويشهد لهذه المساءلة قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيح: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام يسأل عن رعيته، والرجل يسأل عن أهله، والمرأة تسأل عن بيت زوجها، والعبد يسأل عن مال سيده". ٤ هنا زلت أقدام المعتزلة فأوّلوا الوزن للأعمال والميزان وقالوا: الأعراض لا توزن ولو اتبعوا لأوّلوا الميزان بالصراط والجنة والنار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد، والشياطين والجنّ على الأخلاق المذمومة، والملائكة على القوى المحمودة وهكذا حتى لا يبقى للدين حقيقة والعياذ بالله من فساد القلوب والعقول ومن الجري وراء فلسفة الإغريق واليونان. ٥ ورد في السنة الصحيحة إن الأعراض تحوّل إلى أجسام وتوزن كما في حديث: أنّ البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة وكأنهما غمامتان. الحديث، كما توزن صحائف الأعمال لحديث: "فطاشت السجلات وثقلت البطاقة" وحديث: "يؤتى بالرجل السمين فلا يزن عند الله جناح بعوضة" وبهذا تقرر أن الأعمال توزن وتوزن محالها وفاعلوها والله على ذلك قدير.