للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا تشمت بي الأعداء: أي لا تجعل الأعداء يفرحون بإهانتك أو ضربك لي.

اتخذوا العجل.: أي إلهاً عبدوه.

المفترين: الكاذبين على الله تعالى بالشرك به أي يجعل شريك له.

ولما سكت عن موسى الغضب: زال غضبه وسكنت نفسه من القلق والاضطراب.

أخذ الألواح: أي من الأرض بعد أن طرحها فتكسرت.

وفي نسختها: أي وفي ما نسخه منها بعد تكسرها نسخة فيها هدى ورحمة.

يرهبون: يخافون ربهم ويخشون عقابه فلا يعصونه.

معنى الآيات:

مازال السياق في أحداث قصص موسى مع بني إسرائيل ففي هذا السياق الكريم يخبر تعالى أن موسى عليه السلام لما رجع إلى قومه من مناجاته وقد أخبره ربه تعالى أنه قد فتن قومه من بعده وأن السامري قد أضلهم فلذا رجع {غضبان أسفاً١} أي شديد الغضب٢ والحزن، وما إن واجههم حتى قال {بئسما خلفتموني من بعدي، أعجلتم أمر ربكم؟} أي استعجلتم فلم تتموا ميعاد ربكم أربعين يوماً فقلتم مات موسى وبدلتم دينه فعبدتم العجل {وألقى الألواح} أي طرحها فتكسرت {وأخذ بلحية} هارون ورأسه يؤنبه على تفريطه في مهام الخلافة فاعتذر هارون فقال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيث أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي هذا وارد في سورة طه وأما السياق هنا فقد قال {يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني٣ فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين} وهم الذين ظلموا بعبادة العجل، ومعنى {لا تشمت بي


١ غضبان شديد الغضب ومؤنثه غضبى غير مصروف لزيادة الألف والنون، وأسفاً: معناه شديد الغضب قال أبو الدرداء، الأسف منزلة وراء الغضب أشدّ منه والأسيف: الحزين.
٢ الغضب من طباع البشر وقد أرشد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غضب وهو قائم أن يجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلاّ اضطجع فقد روى أبو داود أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "وإنّ الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من نار وإنّما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".
٣ في الآية دليل على أن من خاف على نفسه القتل أن يسكت عن المنكر ولا يغيره بيده ولا بلسانه ولكن بقلبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>