للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففاته كُرْز فرجع، وقد كان استخلف على المدينة زيد بن حارثة رضي الله عنه».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ أورد ابن إسحاق تفاصيل غزوتي بُواط والعُشيرة بدون إسناد (١)، لكن البخاري بوب في الصحيح، وقال: "باب غزوة العُشيرة أو العُسيرة" ثم نقل عن ابن إسحاق قوله: «أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم: الأبْواء، ثم بُوَاط، ثم العُشَيْرة» (٢).

٢ ــ وحديث زيد بن أرقم في أول غزوات النبي صلى الله عليه وسلم عزاه المصنف لمسلم (٣)، وهو مخرج أيضاً في البخاري بنحوه (٤).

٣ ــ وقد تقدم توجيه المصنف لحديث زيد في أول الغزوات، وأن مقصوده: ما حضره زيدٌ بنفسه مع النبي صلى الله عليه وسلم لا أنها أول الغزوات مطلقاً.

وكذلك ما ذكره زيد بن أرقم من عدد الغزوات فقد خولف فيه، حيث أثبت جمهور العلماء للنبي صلى الله عليه وسلم (٢٧) غزوة (٥)، ويحتمل أن زيداً تكلم بحسب علمه وخفيت عليه بعض الغزوات (٦)، على أن الحافظ ابن حجر دافع عما قاله زيد بن أرقم، وأوضح أن سبب الاختلاف يرجع إلى طريقة عدّ الغزوات، فبعض العلماء يجعل مثلاً غزوة الأحزاب وبني قريظة واحدة لقربهما من بعض، وبعضهم يجعلهما اثنتين،


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٥٩٨.
(٢) صحيح البخاري، قبيل «٣٩٤٩».
(٣) صحيح مسلم «١٢٥٤».
(٤) صحيح البخاري «٣٩٤٩».
(٥) شرح المواهب للزرقاني ٢/ ٢٢٠.
(٦) البداية والنهاية لابن كثير ٥/ ٣١.

<<  <   >  >>