للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وقتها كان عمره ما بين العاشرة والثانية عشرة، وكان لقاؤه بالراهب قصيراً عابراً على دعوة طعام، فكيف تسنَّى في ذاك العمر الصغير وذاك اللقاء العابر أن يتعلَّم منه علوم أهل الكتاب وعقائدهم، هذه دعاوى باطلة عقلاً ونقلاً.

والعجيب أن هؤلاء المستشرقين لا يفتؤون يرددون مثل هذه الأباطيل في كتبهم، فتارة يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم تعلَّم من بحيرا الراهب!

وتارة يزعمون أنه تعلَّم من ورقة بن نوفل، أو من يهود مكة .. ومعلوم أن مكة لم يكن بها يهود آنذاك، إلى غير ذلك من الأباطيل والتفسيرات التي يريدون من ورائها إنكار الوحي وتكذيب الرسالة، كما قال أسلافهم من قبل: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: ١٠٣].

٤ ــ وقوله: "وفيه زيادات أخر": يريد المصنف أن الحديث مع كون أصله محفوظاً إلا أن بعض رواياته اشتملت على ألفاظ منكرة وباطلة.

ففي رواية الترمذي أن أبا طالب ردّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ومعه أبو بكر وبلال!!

وقد استنكر العلماء هذه اللفظة وقالوا: إن أبا بكر وقتها كان صبياً في التاسعة، وبلال لعله من يخلق بعد. ورجح ابن حجر أن تكون هذه الزيادة وهم من أحد الرواة (١).

خُروجُه الثَّاني إلى الشَّام وزواجُهُ من خَدِيجة:

قال المصنف: «ثم خَرجَ ثانياً إلى الشامِ في تجارة لخديجة بنتِ خُويلد مع


(١) الإصابة لابن حجر ١/ ٤٧٦، تحفة الأحوذي للمباركفوري ١٠/ ٦٦.

<<  <   >  >>