للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخفَّفَ الله بذلك من عذابه كما صَحَّ الحديثُ بذلك».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ قوله: "حضنته أم أيمن": اسمها: بركة بنت ثعلبة الحبشية، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وقد زوجها صلى الله عليه وسلم بمولاه زيد بن حارثة، وأنجبت له أسامة بن زيد رضي الله عنهما، معدودة في الصحابة (١).

٢ ــ وقوله: "فكَفَلَه ــ أبو طالبٍ ــ وحاطَه أتم حِياطةٍ، ونَصَرَه حين بعَثَه الله .. ": قلت: كفالة أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم وحَدَبه عليه وذوده عنه ونصرته له بعد بعثته قد صحت بها الأحاديث، كحديث العباس الآتي بعد قليل.

٣ ــ وقوله: "فخفَّفَ الله بذلك من عذابه": قلت: يشير إلى حديث العباس بن عبد المطلب في الصحيحين: أنه قال: يا رسول الله، هل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» (٢).

٤ ــ ولعل من أسباب بقاء أبي طالب على شركه رغم نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم ووقوفه معه هو التمسك بالإلف والعادة واتباع الآباء، كما قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنْزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة: ١٠٤].

خروج عمّه به إلى الشَّام وما صَحِبَه من الآيات:

قال المصنف: «وخَرَجَ به عمُّه إلى الشَّام في تجارة وهو ابنُ ثنتي عشرة سنة، وذلك من تمام لطفِه بهِ، لعدمِ من يقوم به إذا تركه بمكة، فرأى هو وأصحابه ممن


(١) الإصابة لابن حجر ٨/ ٣٥٨.
(٢) صحيح البخاري «٣٨٨٣»، صحيح مسلم «٢٠٩» واللفظ لمسلم.

<<  <   >  >>