للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحسُّس أَخبار العير:

قال المصنف: «ولم يكن معه مِنْ الخيلِ سوَى فرسِ الزُّبير، وفرسِ المقدادِ بنِ الأسودِ، ومنَ الإِبلِ سبعونَ بعيراً، يعتقب (١) الرجلان والثلاثةُ فأكثرُ على البعيرِ الواحدِ. فرسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وعليٌّ ومَرْثَد بنُ أبي مَرْثَدٍ الغَنوي يعتقبون بعيراً.

وسارَ صلى الله عليه وسلم فلما قَرُبَ من الصفراء (٢) بَعَثَ بَسْبَسَ بنَ عمرٍو الجهني وعَديَّ بن أبي الزَّغباء الجهنيّ إلى بدرٍ يتحسَّسَانِ أخبارَ العيرِ.

وأما أبو سفيان فإنه بلغَه مخرجُ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وقصدُهُ إيَّاه، فاستأجر ضَمْضَمَ بن عمرو الغفاريَّ إلى مكة مستصرخاً لقريشٍ بالنفيرِ إلى عيرِهم ليمنعوه من محمد وأصحابه. وبلغَ الصريخُ أهلَ مكة، فنهضوا مسرعين، وأوعبوا (٣) في الخروج، ولم يتخلَّف من أشرافهم أحدٌ سِوَى أبي لهبٍ، فإنه عوَّض عنه رجلاً كان له عليه دين.

وخرجوا من ديارهم كما قال الله عزَّ وجلَّ: {بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنفال: ٤٧]. وأقبلوا في تحمّلٍ وحَنَقٍ عظيمٍ على رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابِه. فجمعهم الله على غير ميعادٍ؛ لما أراد في ذلك من الحكمةِ كما قال تعالى: {وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} [الأنفال: ٤٢]».

الكلام عليه من وجوه:

١ ـ في قلة أعداد إبل المسلمين وخيلهم دليل على ما كانوا عليه وقتها من


(١) يتعاقب عليها.
(٢) الصفراء: واد وقرية بين المدينة وبدر، وتسمى القرية اليوم: الواسطة.
(٣) خرجوا كلهم.

<<  <   >  >>