للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدأ أولاً بالدعوة سراً، واستمر على هذه الحال طيلة ثلاث سنوات كما ذكر ابن إسحاق (١) والواقدي (٢) وغيرهما.

٤ ــ وإنما اختار صلى الله عليه وسلم البدء بالدعوة سراً لما كان يعلمه من تعنّت قريش وشدّة تعصبها لشركها ووثنيتها، فلم يكونوا ليقبلوا بدعوة التوحيد بسهولة ابتداء.

٥ ــ لكن بعد مرور ثلاث سنوات أمره الله بإظهار دينه، ونزل قول الحق تبارك وتعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين} [الحجر: ٩٤].

فحينها جَهَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بدعوته واستعلن بها، فوقع الصدام بينه وبين قريش.

وبعض علماء السيرة يذكر أن الدعوة السرية انتهت بنزول قول الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} [الشُّعَرَاءِ: ٢١٤].

إسلام وَرَقَة بن نَوْفَل:

قال المصنف: «وأسلَمَ القِسّ وَرَقَة بن نَوْفَلٍ، وصَدَّق بما وجدَ من وحي الله، وتمنّى أن لو كان جَذَعاً (٣)، وذلك أولَ ما نَزَل الوحيُ، وجاء في حديثٍ أن رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ القِسّ عليه ثيابٌ بيضٌ»، وفي الصحيحين أنه قال: هذا الناموسُ الذي جاء موسى بن عِمْران. لما ذهبت خديجةُ به إليه، فَقَصَّ عليه رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من أمرِ جبريلَ عليه السلام».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ ورقة بن نوفل هو: ابن أسد بن عبد العزى القرشي، ابن عمّ خديجة


(١) بلاغاً بدون إسناد، انظر سيرة ابن هشام ١/ ٢٣٧.
(٢) طبقات ابن سعد ١/ ١٥٦.
(٣) شاباً قوياً.

<<  <   >  >>