للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن بيّن الحافظُ ابنُ حجر أنه صلى الله عليه وسلم كان بالتحديد ابن أربعين سنة وستة أشهر، لأنه ولد في ربيع الأول ونُبّيء في رمضان (١).

٤ ــ ولعل الحكمة في اختيار الأربعين: أنها سنّ النضج واكتمال العقل وحصول التجربة في الحياة.

٥ ــ وأما ما أشتهر بين الناس من أنه لم يبعث نبي إلا بعد الأربعين فهذا لم أطلع على دليل يسنده بالرغم من اشتهاره.

ومعلوم أن نبي الله عيسى كان في سنّ الثلاثين عندما بعث، فإن صحّ أن النبوة تكون في الأربعين فيكون أمراً أغلبياً وليس لجميع الأنبياء، والله أعلم.

٦ ــ قوله: "فجاءه الملَك فقال له اقرأ": المراد بالملَكِ: جبريل عليه السلام بغير خلاف كما قال الحافظ العراقي (٢).

٧ ــ وقوله: "لست بقارئ": معناه: لا أحسن القراءة، لأنه صلى الله عليه وسلم كان أميّاً لا يقرأ ولا يكتب.

ولفظ رواية الصحيح: «ما أنا بقارئ» (٣)، والمؤلف أتي بجملة تفسيرية لرواية الصحيح، وكان الأولى التزام اللفظ الوارد.

[رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى خديجة وفؤاده يرجف]

قال المصنف: «فرجعَ بها رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ترجُفُ بوادِرُه، فأخبرَ بذلك خديجةَ رضي الله تعالى عنها، وقال: قد خشيتُ على عقلي، فثبّتته، وقالت: أبْشر،


(١) فتح الباري ٧/ ١٦٤، ١٢/ ٣٥٦.
(٢) طرح التثريب ٤/ ١٨٧.
(٣) صحيح البخاري «٣»، صحيح مسلم «١٦٠».

<<  <   >  >>