للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ــ وقصة صلاة مصعب بن عمير الجُمُعة بالأنصار مخرجة عند أبي داود (١) وابن ماجه (٢) بإسناد حسن، وهي تدل على أن صلاة الجمعة كانت قد شرعت بمكة قبل الهجرة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمكن من أدائها إلا بعد مقدمه المدينة (٣).

٤ ــ وأما أبو أُمامة أسعد بن زرارة فهو: أنصاري خزرجي نجاري، كان من أوائل من أسلم، وقد مات في السنة الأولى من الهجرة أثناء بناء المسجد النبوي (٤).

بيعة العَقَبة الثانية:

قال المصنف: «وكثُر الإسلامُ بالمدينةِ وظَهَرَ، ثم رجعَ مصعبٌ إلى مكة، ووافى الموسمَ ذلك العام خلقٌ كثيرٌ من الأنصارِ من المسلمين والمشركين، وزعيمُ القوم البراءُ بنُ مَعرورٍ رضي الله عنه. فلما كانت ليلة العقبة ـــ الثلثُ الأولُ منها ـــ تسلَّلَ إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةٌ وسبعونَ رجلاً وامرأتان، فبايعوا رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خُفْية من قومهم، ومن كفارِ مكة، على أن يمنعُوه مما يمنعُون منه نساءَهم وأبناءَهم وأُزُرَهم، وكان أولَ من بايعه ليلتئذٍ البراءُ بنُ مَعرور، وكانت له اليدُ البيضاء، إذ أكّد العَقْدَ وبادرَ إليه.

وحضرَ العبَّاسُ عمُّ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم موثّقاً مؤكداً للبيعةِ، مع أنه كان بعدُ


(١) سنن أبي داود «١٠٦٩».
(٢) سنن ابن ماجه «١٠٨٢».
(٣) فتح الباري ٢/ ٣٥٥.
(٤) أسد الغابة ١/ ٢٠٥.

<<  <   >  >>