للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيئات، كقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤]، ثم قال: "وعَكْسُ هذا ذو الخُويْصَرة التميمي وأضرابه من الخوارج الذين بلغ اجتهادهم في الصلاة والصيام والقراءة إلى حدٍّ يحقر أحد الصحابة عمله معه كيف قال فيهم: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد» (١) فلم ينتفعوا بتلك الأعمال العظيمة مع تلك المواد الفاسدة المهلكة" (٢).

٦ ــ وما ذكره المصنف من إسلام العباس بن عبد المطلب قبل الفتح هذا هو المشهور في إسلامه، وقيل إنه أسلم قبل خيبر، وكان يكتم إسلامه وأظهره يوم الفتح، وبه جزم به ابن عبد البر، وقال ابن حجر إنه "ليس ببعيد". (٣).

٧ ــ وفي إعلامه صلى الله عليه وسلم بالظعينة التي كانت تحمل كتاب حاطب إلى قريش آية ظاهرة ومعجزة باهرة، وهو مما أطلعه الله عليه من الغيب.

[إسلام أبي سفيان بن حرب]

قال المصنف: «وأما قريشٌ فعمّى الله عليها الخبر، إلا أنَّهم قد خافوا وتوهَّموا من ذلك، فلما كانت تلك الليلةُ خرجَ ابن حَرْب، وبُدَيل بن وَرْقاء، وحَكيم بن حِزَام يتجسسون الخبر، فلما رأوا النيران أنكروها، فقال بُديل: هي نار خزاعة، فقال أبو سفيان: خزاعة أقلّ من ذلك. وركب العبّاس بغلة رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذٍ، وخرجَ من الجيش لعله يلقى أحداً، فلما سمعَ أصواتهم عرفهم، فقال: أبا حنظلة! فعرفه أبو سفيان، فقال: أبو الفضل؟ قال نعم. قال ما وراءك؟ قال ويحك، هذا


(١) صحيح البخاري «٧٤٣٢»، صحيح مسلم «١٠٦٤».
(٢) زاد المعاد ٣/ ٣٧٥ باختصار.
(٣) الاستيعاب لابن عبد البر ٢/ ٨١٢. فتح الباري ٣/ ٢٢٠، ٧/ ٧٧.

<<  <   >  >>