قال المصنّف رحمه الله: «بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين: الحمدُ لله وسلامٌ على عبادِه الذين اصطفى، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يُحبُّ ربُّنا ويَرضى. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، شهادةَ من أخلص له قلبُه، وانجابت عنه أكدارُ الشّرك وصفا، وأقرّ له برقّ العبودية، واستعاذَ بهِ من شرّ الشيطان والهوى، وتمسّك بحبلِه المتين المنزَّل على رسوله الأمين؛ محمدٍ خيرِ الورى، صلواتُ الله وسلامُه عليه دائماً إلى يوم الحشر واللقا. ورضي الله عن أصحابِهِ وأزواجِهِ وذُرّيتِهِ وأتباعِهِ أجمعين، أولي البصائرِ والنُّهى.
أما بعد: فإنَّه لا يَجْمُل بأولي العلم إهمالُ معرفة الأيام النبويّةِ، والتواريخ الإسلامية، وهي مشتملةٌ على علومٍ جمّةٍ، وفوائدَ مهمّةٍ، لا يستَغني عالمٌ عنها، ولا يُعذَر في العِرْو منها.
وقد أحببتُ أنْ أُعلّق تذكرةً في ذلك لتكونَ مدخلاً إليه، وأنموذجاً وعوناً له وعليه، وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي.
وهي مشتملةٌ على ذكر نَسَبِ رسُولِ الله عليه الصلاة والسلام، وسيرتِه،