وأعلامِه (١)، وذكر أيامِ الإسلام بعده إلى يومنا هذا، مما تمسُّ حاجةُ ذوي الأرَبِ إليه، على سبيلِ الاختصارِ، إن شاء الله تعالى».
الكلام على مقدمة المصنف من وجوه:
١ ــ بدأ المصنف رحمه الله بمقدمة موجزة جداً، تحدّث فيها عن أهمية دراسة السيرة النبوية، ومعرفة التاريخ الإسلامي، وأنها مشتملة على علوم جمّة، وفوائد مهمّة، لا يستغني عنها عالِمٌ، ولا يُعذر بالجهل بها.
٢ ــ ثم أشار إلى أنه يريد كتابة كتاب في ذلك، سماه تواضعاً بالتذكرة.
٣ ــ لكن قوله بعد ذلك:"وهي مشتملة على ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيرته .. وذكر أيام الإسلام بعده إلى يومنا هذا"، هذه الجملة فيها إشكال، لأن ظاهرها يفيد أن الكتاب المصنف هذا لا يقتصر على السيرة النبوية فحسب، بل ويذكر أيضاً تاريخ الإسلام إلى عصر المؤلف!!
والذي بين أيدينا من الكتاب إنما هو مقتصر على حوادث السيرة وملحقاتها من الخصائص والشمائل، وليس فيه شيء من أيام الإسلام كما يفيده كلام المصنّف!!
ولعل أحسن ما يقال في الجواب عن هذا الإشكال: أن المصنّف ربما أراد ذكر حوادث السيرة وتاريخ الإسلام بعدها على وجه مختصر، ثم إنه عدل عن ذلك، واقتصر على قسم السيرة النبوية وملحقاتها فحسب، اكتفاء منه بكتابه الكبير الآخر، المسمَّى بالبداية والنهاية، حيث أسهب فيه وأطنب في الحديث عن حوادث التاريخ الإسلامي إلى عصره رحمه الله.