للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُجمع بين الأمرين بالحمل على اختلاف الأوقات، فتارة كان عليه الصلاة والسلام يشارك فعلياً في ساحة القتال، وتارة يكون في العريش يدير أمور المعركة.

إصرار أَبي جهل على القتال:

قال المصنف: «ومشى صلى الله عليه وسلم في موضعِ المعركة، وجعل يُرِيهم مَصَارعَ رؤُوسِ القومِ واحداً واحداً، ويقول: «هذا مصرعُ فلانٍ غداً إن شاء الله، وهذا مصرعُ فلانٍ، وهذا مصرعُ فلان». قال عبد الله بن مسعود: فوالذي بعثهُ بالحقّ ما أخطأ واحدٌ منهم موضعَهُ الذي أشار إليه رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.

وبات رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة يُصلّي إلى جَذْم شجرة (١) هناك، وكانت ليلة الجمعة السابع عشرَ من رمضان، فلمَّا أصبح وأقبلت قريشٌ في كتائبها، قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم هذه قريشٌ قد أقبلت في فخرها وخُيلائها، تُحادَّك وتُحادَّ رسُولَك».

ورام حَكِيم بن حِزام وعتبة بن ربيعة أن يرجعا بقريشٍ فلا يكونُ قتالٌ، فأَبى ذلك أبو جهل، وتقاول هو وعتبة، وأَمَرَ أبو جهلٍ أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دمَ أخيه عمرو، فكشفَ عن إِسته وصرخ: واعمراه! واعمراه! فحمي القومُ ونَشِبَتْ الحربُ».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ تحديده صلى الله عليه وسلم ليلة المعركة مصارع رؤوس قريش مخرج في صحيح مسلم بنحوه (٢). وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بأمر مستقبل غيبي ووقع كما أخبر به.


(١) أصل شجرة.
(٢) صحيح مسلم «١٧٧٩»، من حديث أنس بن مالك.

<<  <   >  >>