للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ قول أبي جهل: "لا نرجع حتى نرد بدراً .. إلى آخره" ذكره ابن إسحاق في السيرة بدون إسناد (١).

٢ ــ ومشورة الحُباب بن المنذر وردت من طرق كثيرة ضعيفة، لكنها تتقوى بمجموعها وترتقي لدرجة الحسن لغيره كما قال الباحث أحمد با وزير (٢).

وفيها دلالة على التزامه عليه الصلاة والسلام بالأخذ بمبدأ الشورى فيما لا نص فيه من كتاب أو سنة، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا قبل قليل عندما شاور النبي الأنصار في خوض المعركة، وفي السيرة نظائر كثيرة لها.

٣ ــ ونزول المطر وجعله نعمة ورحمة للمؤمنين أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنزلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدَام} [الْأَنْفَالِ: ١١].

٤ ــ وقوله: "وبُني لرسول الله عريش يكون فيه": حَسِبَ بعض كتاب السيرة من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقاتل في المعركة!

وليس كذلك، فقد ثبت عن علي بن أبي طالب أنه قال: "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا من العدو، وكان من أشدّ الناس يومئذ بأساً" (٣).


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٦١٨، ومن طريقه الطبري في تاريخه ٢/ ٤٣٨.
(٢) مرويات غزوة بدر ص ١٦٤.
(٣) مسند أحمد، وصحح إسناده أحمد شاكر «٦٥٤».

<<  <   >  >>