للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقول: من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعم جمعاً غفيراً يبلغ الألف من شاة صغيرة وصاع شعير حتى شبعوا وزاد الطعام (١).

ومن ذلك أن صخرةً صلبة عرضت للصحابة أثناء الحفر لا تؤثر فيها المعاول وحالت دون إتمامهم للحفر، فكلَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فضربها فأصبحت رملاً (٢).

وجاء في رواية البراء بن عازب قال: عرض لنا صخرة في مكان من الخندق، لا تأخذ فيها المعاول، قال: فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ المعول فقال: "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر، وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا". ثم قال: "بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا"، ثم قال: "بسم الله" وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا" (٣)

تحصُّن المسلمين بالخندق:

قال المصنف: «وخرجَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فتحصَّن بالخندقِ وهو في ثلاثةِ آلافٍ على الصحيح من أهلِ المدينةِ. وزعم ابنُ إسحاق أنه إنما كان في سبعمائةٍ. وهذا غلطٌ من غزوةِ أُحدٍ، والله تعالى أعلم».


(١) صحيح البخاري «٤١٠١»، صحيح مسلم «٢٠٣٩».
(٢) صحيح البخاري «٤١٠١».
(٣) مسند أحمد «١٨٦٩٤»، وحسن إسنادها الحافظ في الفتح ٧/ ٣٩٧.

<<  <   >  >>