للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضيق ذات اليد وقلة الموارد المادية.

٢ ــ وفي اشتراك النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه في اعتقاب بعير واحد دليل على تواضعه ومساواة نفسه بأصحابه في الشدَّة والعُسر، في المنشط والمكره، وقد كان بإمكانه وهو القائد أن يصطفي لنفسه أجود فرس أو أجود بعير يركبه وحده.

٣ ــ كما أن في إرسال النبي بعض أصحابه إلى بدر يتحسسون الأخبار دليل على جواز الاستعانة بالعيون والجواسيس في الجهاد لكشف تحركات الأعداء ومعرفة خططهم ومواضع قوتهم وضعفهم.

[خروج قريش ومشاورة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في القتال]

قال المصنف: «ولمَّا بَلَغَ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خروجُ قريشٍ استشار أصحابَه، فتكلَّم كثيرٌ من المهاجرين فأحسنوا، ثم استشارهم وهو يريدُ الأنصار، فبادر سعدُ بنُ معاذ رضي الله تعالى عنه فقال: يا رسُولَ الله! كأنك تُعَرّض بنا، فو الله يا رسُولَ الله، لو استعرضتَ بنا البحرَ لخُضناه معك، فَسِرْ بنا على بركةِ الله، فَسُرَّ صلى الله عليه وسلم بذلك وقال: «سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إِحدى الطائفتين».

ثم رحل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فنَزَلَ قريباً من بدر، فلمَّا أمسى بَعَثَ علياً وسعداً والزبير إلى ماء بدر يلتمسون الخبرَ، فقدموا بعبدين لقريشٍ، ورسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يُصَلّي، فسألهما أصحابُه لمن أنتما؟ فقالا: نحنُ سُقاةٌ لقريشٍ، فكره ذلك أصحابُ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وودُّوا أن لو كانا لعير أبي سفيان، وأنه منهم قريبٌ ليفوزوا به، لأنه أخفُّ مؤونة من قتال النفير من قريشٍ؛ لشدَّة بأسهم واستعدادهم لذلك، فجعلوا يضربونهما، فإذا آذاهما الضربُ قالا: نحنُ لأبي سفيان، فإذا سكتوا عنهما قالا: نحنُ لقريشٍ، فلما انصرفَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال: «والذي نفسي بيده إنكم

<<  <   >  >>