للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ــ وقصة عبد الله بن جبير مع الرماة وهزيمة المشركين في أول المعركة ثم استشهاد سبعين من المسلمين كله ثابت ومخرج في الصحيح (١).

٣ ــ وقوله: "وقُتل جماعة من أفاضل الصحابة": سيأتي تسمية بعضهم في كلام المصنف.

٤ ــ وقوله: "وتولّى أكثرهم": قلت: سببه: ما بلغهم من إشاعة مقتل النبي صلى الله عليه وسلم. ثم إن تعبير المصنف هذا فيه نظر، لأن الذين فرّوا وتولوا حقيقة من المعركة كانوا قلّة، وأما أكثرهم فقد اضطرب أمرهم وجلسوا حيارى قد أصابهم الذهول لا يدرون ما يصنعون.

وقد أوضح المسألة الحافظُ ابنُ حجر فقال: "الواقع أن الصحابة صاروا ثلاث فرق (بعد الهزيمة)؛ فرقة استمروا في الهزيمة إلى قرب المدينة، فما رجعوا حتى انفض القتال، وهم قليل .. وفرقة صاروا حيارى لما سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قُتِل فصار غاية الواحد منهم أن يذبّ عن نفسه .. وهم أكثر الصحابة، وفرقة ثبتت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تراجع إليه القسم الثاني شيئاً فشيئاً لما عرفوا أنه حي" (٢)

٥ ــ ثم إن الصواب أن المشركين لم يحققوا نصراً بالمعنى العسكري في هذه المعركة، فهم لم يغنموا شيئاً، ولم يحتلّوا أرضاً، ولم يأسروا مسلماً، ولم يقتلوا القائد، وكل ما استطاعوا صنعه هو الثأر لقتلاهم ببدر مع قتل من قُتل منهم يومها!!

[إصابته صلى الله عليه وسلم في المعركة وإشاعة مقتله]

قال المصنف: «وخَلَصَ المشركونَ إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فجُرحَ في وجههِ الكريمِ،


(١) صحيح البخاري «٣٠٣٩، ٤٠٤٣».
(٢) فتح الباري ٧/ ٣٦٢ باختصار.

<<  <   >  >>