للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن البيعة على الموت تعني الثبات وعدم الفرار، وتعني الصبر عند اللقاء، وتعني القتال (١).

٣ ــ والحادثة فيها فضيلة ظاهرة لأهل الحديبية، وهم أهل بيعة الرضوان.

٤ ــ وفيها فضيلة خاصة لعثمان بن عفان رضي الله عنه حيث بايع النبي صلى الله عليه وسلم عنه في غيبته وقال: بيده اليمنى: «هذه يد عثمان»، فضرب بها على يده، فقال: «هذه لعثمان» (٢).

[تحلل النبي صلى الله عليه وسلم ورجوعه إلى المدينة]

قال المصنف: «ولمَّا فَرَغَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مُقاضاةِ المشركينَ شَرعَ في التحلُّل مِنْ عمرتِه وأَمَرَ الناسَ بذلك، فشقَّ عليهم وتوقفوا، رجاء نسخه، فغضبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذلك، فدخل على أمّ سَلَمَة، فقال لها ذلك، فقالت: اخرج أنتَ يا رسُولَ الله فاذبحْ هديَك واحلق رأسَك، والناسُ يَتْبَعُونك يا رسُولَ الله، فخرجَ ففعل ذلك.

فبادرَ الناسُ إلى موافقته، فحلقوا كلُّهم، إلَّا عثمان بن عفان وأبا قتادة الحارث بن ربعي، فإنهما قصّراً، ذكره السهيلي في الروض الأنف (٣).

وكادَ بعضُهم يقتلُ بعضاً غماً، لأنهم يرون المشركينَ قد ألزموهم بشروطٍ كما أحبُّوا، وأجابهم صلى الله عليه وسلم إليها، وهذا من فَرْطِ شجاعتِهم رضي الله عنهم وحرصهم على نصرِ الإسلام.

ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ أعلمُ بحقائقِ الأمورِ ومصالحِها منهم. ولهذا لمَّا انصرفَ صلى الله عليه وسلم


(١) فتح الباري ٦/ ١١٨.
(٢) صحيح البخاري «٣٦٩٨».
(٣) الروض الأنف ٦/ ٤٩٢.

<<  <   >  >>