للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مطلقاً كما فهمه نافع رحمه الله!!

[ما قاله المنافق ابن سلول في رسول الله صلى الله عليه وسلم]

قال المصنف: «وفي مرجعِه صلى الله عليه وسلم قال الخبيثُ عبدُ الله بن أُبيّ بن سَلُول: لئن رجعنا إلى المدينةِ ليخرجنَّ الأعزُ منها الأذلَّ، يُعرّضُ برسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فبلَّغها زيدُ بنُ أرقم رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عبدُ الله بنُ أُبيّ معتذرا، ويحلفُ ما قال، فسكت عنه رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزلَ الله عزَّ وجلَّ تصديقَ زيد بن أرقم في سورة المنافقين».

الكلام عليه من وجوه:

١ ـ هذه الحادثة مخرجة بنحوها في الصحيحين من حديث زيد بن أرقم (١).

٢ ــ وسبب مقولة عبد الله بن أبيّ أنه وقع نزاع بين رجلين من المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، وكاد يقع الشرُّ بين الفريقين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصلح بينهم، ونهاهم عن دعاوى الجاهلية، وعندها قال عبد الله بن أُبيّ المنافق مقولته هذه (٢).

٣ ــ وقد ثبت في الصحيحين أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل عبد الله بن أبي بسبب مقولته، فأبى النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه» (٣).

وفي هذا دليل على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الحلم والصبر، واحتماله بعض المفاسد خوفاً من حدوث مفاسد أكبر وأعظم منها.


(١) صحيح البخاري «٤٩٠٠»، صحيح مسلم «٢٧٧٢».
(٢) صحيح البخاري «٤٩٠٥»، صحيح مسلم «٢٥٨٤».
(٣) المصدرين السابقين.

<<  <   >  >>