للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ ــ قوله: "فهي أول صدّيق له": أي أنها أول من آمن به وصدّقه صلى الله عليه وسلم، وهذا هو القول الصحيح الذي تقتضيه المرويات الصحيحة؛ أن أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق هي زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

واختلف فيمن آمن بعدها، والذي ذكره ابن إسحاق: أنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو بكر الصديق رضي الله عنه (١).

ونقل ابن عبد البر عن بعض السلف أن أبا بكر أسلم قبل علي (٢)، والأمر في هذا يسير.

٥ ــ وفي مبادرة هؤلاء الناس إلى الإسلام دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا أقرب الناس إليه وأعرفهم بحاله فبادروا إلى تصديقه.

٦ ــ وفي قول خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم: "كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ .. " دليل على أن التحلي بمكارم الأخلاق سبب في وقاية المرء من مصارع السوء ووقوع المكاره (٣).

[فتور الوحي عنه صلى الله عليه وسلم]

قال المصنف: «ثم مكَثَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ أنْ يَمكُثَ لَا يَرَى شيئاً، وفَتَرَ عنهُ الوحيُ، فاغتمَّ لذلكَ، وذهبَ مراراً ليتردّى من رُؤوس الجبَالِ، وذلك مِنْ شوْقه إلى مَا رأى أولَ مرَّةٍ، ومِن حَلاوةِ ما شاهدَه من وحي الله إليهِ، ثم تبدَّى له الملَكُ بين السَّماءِ والأرضِ على كرسيّ، وثبَّته، وبشَّره بأنه رسُولُ الله حقاً، فلمَّا رآه


(١) سيرة ابن إسحاق ص ١٤٠.
(٢) الدرر في اختصار المغازي والسير ص ٣٨.
(٣) دراسات في السيرة النبوية ص ٥٢.

<<  <   >  >>