للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَرِقَ منهُ، وذهبَ إلى خديجةَ، وقال: زمّلُوني. دثّرُوني. فأنزَلَ اللهُ عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: ١ - ٤]».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ مقصود المؤلف بفترة الوحي: أن جبريل بعد مجيئه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الغار انقطع عنه مدة من الزمن قبل أن يعاوده المجيء مرة أخرى.

ـــ ولعل الحكمة في هذا الانقطاع: حتى يذهب عنه ما أصابه من الخوف والفزع في اللقاء الأول، وحتى يحصل له الشوق إلى لقاء جبريل مرة أخرى.

وفترة الوحي ثابت في حديث عائشة السابق في الصحيحين.

٢ ــ وقد اختلف في مدة الانقطاع على أقوال، ولم تأت رواية حاسمة في المسألة، والذي رجحه الشيخ أبو شهبة (١) والمباركفوري (٢) أنها دامت أياماً، وهو مروي عن ابن عباس (٣). وقال الدكتور العُمَري: "يبدو أنها لم تدم طويلاً" (٤).

٣ ــ وقوله: "وذهب مراراً ليتردى من رؤوس الجبال": بنى المؤلف هذا على رواية وردت في البخاري من كلام الزهري، وفيها: «وفتر الوحيُ فترة حتى حَزن النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حُزناً غدا منهُ مِراراً كي يتردَّى مِنْ رءوس شَواهِق الجبَال» (٥).


(١) السيرة النبوية لأبي شهبة ١/ ٢٦٤.
(٢) الرحيق المختوم ص ٥٨.
(٣) شرح المواهب للزرقاني ١/ ٤٤١.
(٤) السيرة النبوية الصحيحة ١/ ١٢٧.
(٥) صحيح البخاري «٦٩٨٢».

<<  <   >  >>