للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ ــ وقد حالف التوفيق هذه الرحلة فربحت تجارتُها، ورأى ميسرةُ من أمانة النبي صلى الله عليه وسلم واستقامته ما أثار إعجابه فأخبر سيدته بذلك فرغبت في الزواج منه، ورأت فيه ضالتها المنشودة (١).

٥ ــ وقد اختلفت الروايات في سنّ خديجة عندما تزوجت به صلى الله عليه وسلم، فالمشهور أنها كانت في سنّ الأربعين، وهو قول الواقدي (٢).

وقال ابن إسحاق: كانت في الثامنة والعشرين (٣).

وليس عندنا رواية مسندة تفصل في المسألة، فالله أعلم.

٦ ــ وكانت خديجة هي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وولدت له كل ولده، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية كما تقدم.

٧ ــ وفي الحادثة دليل على اعتماد النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه في الكسب والعيشة قبل بعثته، فقد عمل أجيراً لدى خديجة، وعمل قبلها راعياً للغنم لبعض أهل مكة، وهكذا استطاع صلى الله عليه وسلم في صغره وفي شبابه أن يستغني عمَّا في أيدي الناس، أو انتظار إحسانهم وشفقتهم.

صيانة الله لنبيّهِ صلى الله عليه وسلم في صِغَره وشَبَابه:

قال المصنف: «وكان اللهُ سُبحانَه قد صَانَه وحَمَاه من صِغَره، وطهَّره من دَنَس الجاهِلية، ومن كلّ عَيب، ومَنَحَه كلّ خُلقٍ جَمِيل، حتى لم يَكن يُعرفُ بين قومِه إلا بالأَمين، لما شاهدوا مِنْ طهارتِه وصِدقِ حديثِه وأمانتِه. حتى إِنه لما بنت قريشٌ


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٢٧٢، سبل الهدى والرشاد ٢/ ١٦٤.
(٢) طبقات ابن سعد ١/ ١٠٥.
(٣) مستدرك الحاكم ٣/ ٢٠٠.

<<  <   >  >>