للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلامها مَيْسَرة على سبيلِ القِراض (١)، فرأى مَيْسَرةُ ما بَهَرَهُ من شأنه، فرجعَ فأخبر سيّدته بما رأى، فرغبت إليهِ أن يتزوجها؛ لما رجَتْ في ذلك من الخيرِ الذي جَمَعَه الله لها، وفوقَ ما يخطرُ ببال بشرٍ، فتزوَّجها رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وله خمسٌ وعشرونَ سنة».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ خروجه صلى الله عليه وسلم في تجارة لخديجة إلى أرض الشام ذكره ابن إسحاق مرسلاً بدون إسناد (٢)، وصحح الرواية الحاكم في المستدرك، ووافقه الذهبي (٣).

٢ ــ وهذا الخروج هو الثاني له صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الشام، وكان عمُرُه كما قال المصنف خمساً وعشرين سنة، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى الجمهور (٤).

٣ ــ وخلاصة الحادثة أن خديجة بنت خويلد كانت امرأة تاجرة، وكانت تستأجر الرجال للعمل في مالها على سبيل القِراض والمضاربة. فلما سمعت عن صدق رسول الله وأخلاقه أرسلت إليه وطلبت منه أن يخرج إلى بلاد الشام في تجارة لها، فَقَبِلَ ذلك، وخرج في صحبته غلام لخديجة اسمه: ميسرة (٥).


(١) القِراض: أن يكون المال من طرف والعمل من طرف آخر والربح بينهما على ما شرطا، ويسمى المضاربة.
(٢) سيرة ابن هشام ١/ ١٨٧.
(٣) المستدرك للحاكم ٢/ ٢٠٠، ورواية الحاكم تقول: إنها كانت سَفرتين.
(٤) فتح الباري ٧/ ١٣٤.
(٥) ذكر ابن حجر ميسرة في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" ٦/ ١٨٩، وقال: "لم أقف على رواية صريحة بأنه بقي إلى البعثة، فكتبته على الاحتمال".

<<  <   >  >>