للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقدس، فجلَّاه الله عز وجل له، فطفق يصفه لهم وهو ينظر إليه. زاد أحمد في المسند: فقالوا: "أما النعتُ فوالله لقد أصاب" (١).

٣ ــ وفي مسند أحمد بإسناد صحيح (٢) أن أناساً ارتدوا كفاراً بعد أن حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم برحلته تلك!! وواضح أنهم كانوا من ضعفاء العقل والإيمان، وأما المؤمنون فقد آمنوا وصدقوا.

٤ ــ وقد سعت قريش إلى أبي بكر رضي الله عنه وقالوا له: "إن صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، فقال: أَوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أَوَ تصدّقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدّقه فيما هو أبعدُ من ذلك أصدّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق" (٣).

عرض رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائِل:

قال المصنف: «وجعلَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ نفسَه على القبائل أيامَ المواسم، ويقول: مَنْ رجلٌ يحملُني إلى قومِه فيمنعُني حتى أُبلّغَ رسالةَ ربي؛ فإن قريشاً منعوني أن أُبلّغَ رسالةَ ربي. هذا وعمُّه أبو لهب ــ لعنه الله ــ وراءه يقولُ للناسِ: لا تسمعوا منه فإنه كذَّابٌ. فكان أحياءُ العَرَبِ يتحامَوْنه لما يسمعون من قريشٍ فيه: إنه كاذبٌ،


(١) مسند أحمد «٢٨١٩»، وصحح إسناده أحمد شاكر وشعيب الأرناؤوط.
(٢) صححه العلامة أحمد شاكر في تحقيقه للمسند «٣٥٤٦». ولم تذكر الرواية أسماءهم ولا عددهم.
(٣) مستدرك الحاكم ٣/ ٦٥، وقال: "صحيح الإسناد"، وصححه الألباني في الصحيحة «٣٠٦».

<<  <   >  >>