للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنه ساحرٌ، إنه كاهنٌ، إنه شاعرٌ، أكاذيبُ يقذفونَه بها من تلقاءِ أنفسِهِم، فيُصغي إليهم مَنْ لا تمييز له من الأحياءِ. وأما الألبَّاءُ (١) إذا سمعوا كلامه وتفهموه شهدوا بأن ما يقولُه حقٌّ وأنهم مفترونَ عليهِ، فيُسْلِمون».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل في المواسم ودعوتهم إلى الإسلام مخرج في أبي داود بإسناد على شرط البخاري كما قال الحافظ الذهبي (٢).

٢ ــ وقول عمّه أبي لهب: "لا تسمعوا منه فإنه كذاب"، أخرجه أحمد في المسند بسند صحيح، ولفظ روايته عن ربيعة بن عباد الديلي، أنه قال: "رأيت أبا لهب بعكاظ، وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: يا أيها الناس، إن هذا قد غوى، فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفرّ منه، وهو على أثره، ونحن نتبعه، ونحن غلمان، كأني أنظر إليه أحول ذو غديرتين أبيض الناس وأجملهم"، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح (٣).

٣ ــ وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين وهو يعرض نفسه على القبائل في المواسم ويتبع منازلهم ويقول: «من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلّغ رسالة ربي وله الجنة» (٤).

٤ ــ وفي عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل أيام المواسم، دليل على أن الداعية


(١) العقلاء.
(٢) سنن أبي داود (٤٧٣٤)، تاريخ الإسلام للذهبي ١/ ٦٤٤.
(٣) مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرناؤوط «١٦٠٢٠».
(٤) مسند أحمد «١٤٤٥٦»، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.

<<  <   >  >>