للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: أن ذكر النوم في هذه الرواية غَلَطٌ تفرَّد به شريك بن عبد الله بن أبي نمر وخالف تلامذة أنس بن مالك الذين لم يذكروها، كما أشار إلى ذلك الإمام مسلم في صحيحه (١).

ثالثاً: أن حادثة الإسراء والمعراج لو كانت مناماً لما أنكرتها قريش، وسارعت إلى تكذيبها، والتندر بها، لأن رؤيا المنام أمر غير مستنكر.

[العروج إلى السموات العلا]

قال المصنف: «ثم عُرِجَ به تلك الليلةِ مِنْ هناك إلى السَّماءِ الدُّنيا، ثم التي تليها، ثم الثالثة، ثم إلى التي تليها، ثم الخامسة، ثم التي تليها، ثم السابعة. ورأى الأنبياءَ في السموات على منازلهم، ثم عُرِجَ به إلى سِدْرَةِ المُنتهى، ورأى عندها جبريلَ على الصورةِ التي خلقَه الله عليها، وفَرَضَ اللهُ عليه الصلواتِ تلك الليلةِ».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ أجمل المصنف الكلام عن معجزة الإسراء والمعراج لأن تفاصيلها تطول، وقد ورد الكثير منها في الصحيحين وغيرهما (٢).

٢ ـــ وسِدرة المنتهى: شجرة عظيمة في السماء السابعة (٣)، سميت بهذا الاسم لأن عِلْم الخلائق ينتهي إليها بمن فيهم الملائكة.

ولم يجاوزها أحدٌ إلا النبي صلى الله عليه وسلم (٤)، حيث عُرج به إلى ما بعدها حتى وصل


(١) المصدر السابق ٢/ ٢١٠.
(٢) جامع الأصول «٨٨٦٦».
(٣) فتح الباري ١/ ١٣١،
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم ٢/ ٢١٤.

<<  <   >  >>