للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ــ وقد قدمنا قبل قليل الأسباب التي دعت الأنصار إلى المسارعة في دخول الإسلام.

٣ ــ ويستفاد من هذه الحادثة أن الداعي إلى الله لا ينبغي أن ييأس أو يحبط من صَدّ الناس وإعراضهم عنه، فقد ظلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات يعرض نفسَه على القبائل فلا يجد منهم قبولاً، حتى لقي بعدها أولئك النفر من الخزرج اللذين آمنوا به وصدَّقوه، وترتب على إيمانهم به تحولات عظيمة وكبيرة في مسيرة الدعوة.

بيعةُ العَقَبة الأولى:

قال المصنف: «فلما كان العامُ المقبل، جاء منهم اثنا عَشَر رجلاً فبايعُوا رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كبيعةِ النساء، ولم يكن أُمِرَ بالقتال بعدُ».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ تسمى هذه البيعة: بيعة العقبة الأولى، وقد حضرها اثنا عشر رجلاً من الأنصار؛ عشرة من الخزرج واثنان من الأوس، بعضهم ممن لقي النبي في الموسم السابق وآمن به، وكانت في السنة (١٢) من البعثة (١).

٢ ــ وإنما قيل لها كبيعة النساء لخلوها عن الجهاد والنصرة، إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أُمر وقتها بالقتال.

٣ ــ وقد روى نص هذه البيعة عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه وكان أحد شهودها، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: «تعالوا، بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم


(١) السيرة الحلبية ٣/ ٥٢١.

<<  <   >  >>