للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسوله وكانت له خالصة، لكنه آثر بها المهاجرين وأمرهم أن يعيدوا إلى الأنصار ما كانوا واسوهم به لما قدموا عليهم المدينة ولا شيء لهم، فاستغنى الفريقان جميعاً بذلك" (١).

٨ ــ وقنوته صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على الذين غدروا بالقراء في بئر معونة مخرج في الصحيحين (٢).

٩ ــ والمراد أنه كان يدعو عليهم في كل صلاة إذا قال "سمع الله لمن حمده" في الركعة الأخيرة، وفيه دليل على استحباب القنوت عند النوازل والمصائب (٣).

غزوة ذاتِ الرّقاعِ:

قال المصنف: «ثم غزا صلى الله عليه وسلم غزوةَ ذاتِ الرّقاع، وهي غزوة نجد، فخرج في جمادى الأولى من هذه السنة الرابعة، يريد محارب وبني ثعلبة بن سعد بن غطفان.

واستعملَ على المدينة أبا ذرٍ الغفاري، فسارَ حتى بَلَغَ نخلاً (٤)، فلقي جمعاً من غطفان فتوقفوا، ولم يكن بينهم قتالٌ، إلا أنه صلَّى يومئذ صلاة الخوفِ ــ فيما ذكره ابن إسحاق (٥) وغيرُه من أهلِ السّيَر».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ المشهور أن هذه الغزوة سمّيت بذات الرّقاع لأن الصحابة كانوا يلفُّون


(١) فتح الباري ٦/ ٢٢٧.
(٢) صحيح البخاري «٤٠٨٨»، صحيح مسلم «٣٠٣١».
(٣) زاد المعاد ١/ ٢٩٤.
(٤) نخل: واد تقع فيه بلدة الحناكية اليوم شرق المدينة، على مسافة مائة كيل منها.
(٥) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٠٦.

<<  <   >  >>