للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الحكم باق إلى يوم القيامة (١). لأن الدين هو أغلى ما يملكه المسلم وما يجب المحافظة عليه.

[محاولة قريش رد المهاجرين إلى الحبشة]

قال المصنف: «فلما عَلِمَت قريشٌ بذلك بعثت في إثرهم عبدَ الله بنَ أبي ربيعة وعمرو بنَ العاص بهدايا وتُحَفٍ من بلادِهم إلى النجاشيّ، ليردَّهم عليهم، فأبى ذلك عليهم وتشفَّعوا إليه بالقُوَّادِ من جُنده، فلم يُجبهم إلى ما طلبوا، فوشَوا إليه: إن هؤلاء يقولُون في عيسى قولاً عظيماً، يقولُون: إنه عبدٌ، فأُحْضر المسلمون إلى مجلسِه، وزعيمُهم جعفرُ بنُ أبي طالب رضي الله عنه، فقال: ما يقولُ هؤلاء إنكم تقولُون في عيسى؟! فتلا عليه جعفرٌ سورةَ {كهيعص} [مريم: ١]، فلما فرغَ أخذ النجاشيُّ عُوداً من الأرض، فقال: ما زاد هذا على ما في التوراة ولا هذا العُود.

ثم قال: اذهبوا فأنتم سيُوم (٢) بأرضي، من سبَّكُم غَرِم. وقال لعمرو وعبد الله: والله لو أعطيتموني دَبَراً (٣) من ذهب ــ يقول: جبلاً من ذهب ــ ما سلّمتُهم إليكما، ثم أمر فَرُدَّتْ عليهما هداياهما، ورجعا مقبوحَين بشرّ خَيْبة وأسوئِها».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ محاولة قريش استعادة المسلمين من بلاد الحبشة وما جرى من حوار بين جعفر بن أبي طالب والنجاشي أخرجه ابن إسحاق في السيرة بإسناد حسن (٤).


(١) تفسير القرطبي ٥/ ٣٥٠.
(٢) كلمة حبشية معناها: آمنون.
(٣) كلمة حبشية معناها: الجبل.
(٤) سيرة ابن إسحاق ص ٢١٣، ومن طريقه أحمد في المسند «١٤٧٠» بإسناد حسنه الشيخ شعيب الأرناؤوط.

<<  <   >  >>