للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حصار بني قريظة وبعث أبي لبابة لهم]

قال المصنف: «وأعطى رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّاية عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، واستخلف على المدينة ابنَ أم مكتوم، ونازلَ حصون بني قريظة، وحصَرَهُم خمساً وعشرين ليلة، وكان قد دخل معهم في الحصن حُييُّ بن أخطب حين انصرفت قريشٌ، لأنه كان أعطاهم عهداً بذلك حتى نقضوا العهد وجعلوا يسبُّون رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ويُسمِعُون أصحابه ذلك، فأرادَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يخاطبهم، فقال له عليٌّ رضي الله عنه: لا تقرب منهم يا رسُولَ الله ــ خشية أن يسمع منهم شيئاً ــ فقال: «لو قد رأوني لم يقولوا شيئاً»، فلما رأوه لم يستطع منهم أحدٌ أن يتكلَّم بشيءٍ.

ثم بعثَ صلى الله عليه وسلم إليهم أبا لُبابة بنَ عبد المُنذر الأوسي، وكانوا حلفاء الأَوس، فلما رأوهُ قاموا في وجههِ يبكون: رجالُهم ونساؤُهم، وقالوا: يا أبا لُبابة كيف تَرى لنا؟ أننزلُ على حُكمِ محمدٍ؟

قال: نعم وأشار بيده إلى حلقِهِ، يعني: أنه الذَّبح، ثم نَدِمَ على هذه الكلمة من وقتهِ، فقام مُسرعاً فلم يرجع إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء مسجدَ المدينةِ، فربط نفسه بساريةِ المسجدِ، وحلف لا يحلُّه إلَّا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بيدِه، وأنه لا يدخلُ أرضَ بني قريظة أبداً، فلما بلغ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال: «دعوه حتى يتوبَ الله عليه»، وكان من أمره ما كان حتى تابَ الله عليه رضي الله عنه».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ إعطاؤه صلى الله عليه وسلم الرَّاية لعلي بن أبي طالب يوم الخندق ذكره ابن إسحاق في السيرة بدون إسناد (١)، وعزاه ابن حجر للحاكم والبيهقي من مرسل


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٣٤.

<<  <   >  >>