للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأردفَ أبو بكرٍ عامرَ بن فُهيرة، وسارَ الدَّيلي أمامَهما على راحِلتِه».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ حاصل ما ذكره المصنف أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ظلّا مختبئين في غار ثور ثلاثة أيام ريثما يخفّ البحث عنهما. وبعدها جاءهما عبد الله بن أريقط، فانطلقوا إلى المدينة وفي صحبتهم عامرُ بنُ فُهيرة، مولى أبي بكر، كما دل على ذلك روايات الصحيحين المتقدمة ـ

٢ ــ وكان ابن أريقط مشركاً على دينه قومه كما في رواية الصحيحين المتقدمة، وقد جزم غير واحد من العلماء بأنه لا يُعرف له إسلاماً بعد ذلك إلا الحافظ الذهبي فقد ذكره في جملة الصحابة (١).

٣ ــ وقد وردت رواية ضعيفة بتحديد انطلاق الركب صوب المدينة بيوم الاثنين، لأربع خلون من شهر ربيع، سنة: ١ هـ (٢).

خَبَر سُراقة بن مالِك:

قال المصنف: «وجَعَلَتْ قريشٌ لمن جاء بواحدٍ من محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ رضي الله عنه مائةً من الإبل، فلمَّا مرُّوا بحي مُدلِج، بَصُر بهم سُراقة بن مالِك بن جُعشُم، سيّد مُدْلِج، فركبَ جواده وسارَ في طلبهم، فلمَّا قرُب منهم سمع قراءةَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ رضي الله عنه يُكثر الالتفات حَذَراً على رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم لا يلتفتُ. فقال أبو


(١) قال السهيلي: «لم نجد من طريق صحيح أنه أسلم بعد ذلك»، وكذا جزم غير واحد بأنه لم يعرف له إسلاماً، انظر الروض الأنف ٤/ ١٤٥، الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ٥.
(٢) ضعفها الدكتور أكرم العُمري في السيرة النبوية الصحيحة له ١/ ٢١١.

<<  <   >  >>