للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكرٍ: يا رسُولَ الله! هذا سُراقة بن مالِك قد رهقنا (١). فدعا عليه رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فساخَت (٢) يدا فرسِه في الأرضِ، فقال: رميتُ، إنَّ الذي أصابني بدعائِكما، فادعُوا الله لي، ولكما عليَّ أن أردَّ الناسَ عنكما، فدعا له رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فأُطلِق، وسأل رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتاباً، فكتب له أبو بكرٍ في أديمٍ، ورجع يقول للناسِ: قد كُفيتم ما ههُنا.

وقد جاء مسْلِماً عامَ حجة الوداع ودفعَ إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الكتابَ الذي كتبه له، فوفَّى له رسُول الله صلى الله عليه وسلم بما وعدَه وهو لذلك أهلٌ».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ حادثة سراقة بن مالِك مخرجة في الصحيحين بنحو ما ذكره المصنف، وفي رواية البخاري أن سراقة كرر محاولة الوصول للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين، وفي كل مرة كانت تسقط فرسه وتسيخ يداها في الأرض (٣).

٢ ــ وفي الحادثة معجزه باهرة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومظهر من مظاهر حفظ الله ورعايته له أثناء هجرته، ونظيره تعمية عيون قريش عنه عندما خرج من بيته، وعندما اختبأ في غار ثور.

٣ ــ ومما اشتهر في كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومها لسراقة: «كيف بك يا سراقة إذا لبستَ سواري كسرى؟»، فلما فُتحت بلاد فارس وأُتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسواريّ كسرى وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما، وقال له:


(١) رهقنا: أدركنا واقترب منا.
(٢) ساخت: غاصت ودخلت.
(٣) صحيح البخاري «٣٩٠٦»، صحيح مسلم «٢٠٠٩».

<<  <   >  >>