للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن إسحاق في السيرة بدون إسناد (١).

[إشارة سلمان الفارسي بحفر الخندق]

قال المصنف: «فلما سمعَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بمسيرِهم إليه أَمَر المسلمينَ بحفرِ خندقٍ يحولُ بين المشركينَ وبين المدينةِ، وكان ذلك بإشارة سَلْمَان الفارسيّ رضي الله عنه، فعمل المسلمونَ فيه مبادرين هجوم الكفار عليهم، وكانت في حفْره آياتٌ مفصلةٌ يطولُ شرحُها، وأعلامُ نبوةٍ قد تواتر خبرُها، فلما كَمُل قَدِم المشركون، فنزلوا حولَ المدينةِ كما قال تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} [الأحزاب: ١٠]».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ حاصل ما ذكر المصنف هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع بمسير الأحزاب لغزو المدينة استشار أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق من الجهة الشمالية للمدينة، وهي الجهة الوحيدة المكشوفة من المدينة أمام الغزاة، إذ كانت بقية الجهات محصنة طبيعياً بالحِرَار الوعرة والأبنية المتشابكة التي يصعب على الجيوش الحركة فيها.

٢ ــ وخبر مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق مما أطبق عليه كتاب السيرة، وفي بعض ألفاظه أنه قال: "إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا"، لكن لم أقف لهذه المشورة على إسناد (٢).

٣ ــ وقد ورد في بعض الروايات أن طول الخندق كان خمسة آلاف ذراع،


(١) المصدر السابق ٢/ ٢١٩.
(٢) ينظر فتح الباري ٧/ ٣٩٣.

<<  <   >  >>