للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض الرماة فوق الجبل، وتوزيعه للأدوار والمهام بين الصحابة دليل على ما كان يتمتع به صلى الله عليه وسلم من مهارة حربية وبراعة عسكرية فائقة.

٢ ــ وقوله: "واستعرض الشباب يومئذ، فأجاز بعضهم وردّ آخرين": قلت: قَبِلَ منهم اثنين، وردَّ نحو العشرة (١)، وفي الصحيحين أن عبد الله بن عمر ممن رُدَّ يومها (٢).

٣ ــ وفي رده صلى الله عليه وسلم لغير البالغين يوم أحد دليل على رحمته صلى الله عليه وسلم وشفقته بالأطفال حتى وإن كانت حرباً عادلة، لا كما يفعله تجَّار الحروب اليوم الذين لا يتوانون عن استغلال الأطفال في حروبهم الدامية والزج بهم في أتونها!!

٤ ـ وقول المصنف: "وكان شعارهم يومئذ أمِتْ أمِتْ" بالتكرار، المراد بالشعار: ما يُجعل في الحرب علامة بين أفراد الجيش من الكلمات، حتى يعرف بها الرجل رفيقه، وهذا الشعار ذكره كتاب السيرة بدون إسناد (٣).

[مخالفة الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم]

قال المصنف: «وكانت الدولةُ أولَ النهارِ للمسلمينَ على الكفارِ، فانهزموا راجعينَ حتى وصلُوا إلى نسائهم، فلما رأى ذلك أصحابُ عبدِ الله بنِ جُبير قالوا:


(١) عيون الأثر ٢/ ١٣.
(٢) صحيح البخاري «٤٠٩٧»، صحيح مسلم «١٨٦٨».
(٣) ينظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٦٨، جوامع السيرة ص ١٦٠، ووهم د. مهدي زرق الله في كتابه السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ص ٣٦٧ فعزاه إلى مسند أحمد وأبي داود والحاكم وغيرهم، وهذا خطأ فإن المصادر المحال إليها تتحدث عن غزوة أخرى ليست بغزوة أحد!!

<<  <   >  >>