للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ــ وقد كان جيش المشركين يتألف من قبائل عدة تحالفت لغزو المدينة، وهم قريش ومن تبعها، وغطفان ومن تبعها، في نحو عشرة آلاف مقاتل، بقيادة أبي سفيان بن حرب، إضافة إلى يهود بني قريظة بعد نقضهم العهد (١).

٣ ــ وهؤلاء الأحزاب وإن اشتركوا والتقوا على حرب المسلمين في هذه الغزوة، إلا أن دوافعهم كانت مختلفة، فقريش كانت تدفعها العداوة التقليدية للمسلمين، واليهود كان يدفعهم الحقد والخيانة. وأما غطفان كانوا مجرَّد مرتزقة تجَّار حرب لا أكثر (٢)!!

٤ ــ وقد كانت هذه الغزوة كما أشار المصنف آخر الغزوات التي تعرض لها المسلمون في المدينة، وبعدها انتقل المسلمون من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم. ولذلك صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال بعد انصراف الأحزاب ورجوعهم: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم» (٣)، وكان الأمر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عَلَمٌ من أعلام نبوته.

[تأليب بني النضير على حرب المسلمين]

قال المصنف: «وكانت في سنةِ خمسٍ في شوّالها على الصحيح من قَولَي أهل المغازي والسير. وكان سبب غزوة الخندق أن نَفَراً من يهود بني النَّضير الذين أجلاهم صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى خيبر كما قدمنا وهم أشرافُهم: كسلَّام بن أبي الحُقَيْق،


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٢١٥.
(٢) ومما يؤكد ارتزاق غطفان في هذه الحرب أن اليهود كانوا قد أغروهم بإعطائهم تمر خيبر تلك السنة في حال انضموا إلى قريش في غزو المدينة كما في مغازي الواقدي ٢/ ٤٤٣.
(٣) صحيح البخاري «٤١١٠».

<<  <   >  >>