للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

عُدوان المشركينَ وفتنةٌ المعذَّبين

قال المصنف: «ولمَّا اشتدَّ أذى المشركينَ على مَنْ آمنَ وفتنوا منهم جماعة، حتى إنهم كانوا يصبرونهم (١)، ويلقونهم في الحرّ، ويضعونَ الصخرة العظيمة على صدْر أحدِهم في شدَّة الحرّ، حتى إن أحدهَم إذا أُطلق لا يستطيعُ أن يجلسَ من شدَّةِ الألمِ، فيقولونَ لأحدِهم: اللاتُ إلهك من دونِ الله. فيقول مكرهاً: نعم! وحتى إن الجُعَل (٢) ليمرُّ فيقولونَ: وهذا إلهك من دون الله. فيقول نعم!

ومرّ الخبيثُ عدو الله أبو جهل عمرو بن هشام بسُمَيَّة أم عمَّار وهي تعذَّبُ وزوجُها وابنُها، فطعنَها بحربةٍ في فرجها فقتلها رضي الله عنها وعن ابنها وزوجها.

وكان الصّدّيق رضي الله تعالى عنه إذا مَرَّ بأحدٍ من الموالي يعذَّب يشتريهِ من مواليه ويعتقه، منهم بلالٌ، وأمه حمامة، وعامر بن فُهيرة، وأم عبس، وزنِّيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية لبني عدي، كان عمرُ يعذّبها على الإسلام قبل أن يُسلم، حتى قال له أبوه أبو قحافة: يا بنيّ، أراك تُعتق رقاباً ضعافاً، فلو أعتقتَ قوماً جُلداً يمنعونك. فقال له أبو بكر: إني أريد


(١) يحبسونهم.
(٢) الجعل بضم الجيم وفتح العين: دويبة من دواب الأرض تشبه الخنفساء.

<<  <   >  >>