للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تضحيات جسيمة في سبيل حمايته صلى الله عليه وسلم وإعلاء كلمة الإسلام.

٩ ــ كذلك يؤخذ من الحادثة خطورة نشر الإشاعات والأراجيف ووجوب الحذر منها، كما ظهر ذلك في الإشاعة التي أطلقها إبليس لعنه الله بأن "محمداً قد قُتل" حتى أصيب المسلمين بالذهول والفزع الشديد.

١٠ ــ كما دلت الحادثة على شؤم المعاصي وأثرها السيئ ليس على أصحابها فحسب، بل وعلى من حولهم أيضاً، فإن المعاصي تصيب الطالح والصالح جميعاً في الدنيا، كما أصيب المسلمون يوم أحد بسبب مخالفة الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

١١ ــ ومع كل ما فعله المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فإنه لم يدع عليهم، بل لقد طمع في هدايتهم وإسلامهم، وقال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (١).

محاولة أُبيّ بن خَلَف قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال المصنف: «وأقبلَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمينَ، فكان أولَ من عرَفه تحت المِغْفَر كعبُ بن مالك رضي الله عنه، فصاح بأعلى صوته: يا معشرَ المسلمين، أبشروا، هذا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم! فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أن اسكت.

واجتمعَ إليه المسلمونَ، ونهضوا معهُ إلى الشِّعب الذي نزل فيه، فلما أسندوا في الجبل، أدركه أُبيّ بن خَلَفٍ على جواد، زعم الخبيثُ أنه يقتلُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا اقتربَ تناولَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الحربة من يد الحارث بن الصّمة فطعنه بها، فجاءت في تَرْقُوته، ويَكِرُّ عدوّ الله منهزماً، فقال له المشركونَ: والله ما بك من بأسٍ، فقال:


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه «٩٧٣»، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان.

<<  <   >  >>