للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن أمير الجيش (١).

[مشاورته صلى الله عليه وسلم في إعطاء غطفان ثلث ثمار المدينة]

قال المصنف: «ولما طالَ هذا الحالُ على المسلمينَ أرادَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُصالحَ عيينة بن حِصن والحارثَ بن عوف رئيسي غطفانَ، على ثُلُثِ ثمار المدينة وينصرفا بقومهما، وجرت المراوضةُ على ذلك ولم يتم الأمرُ، حتى استشارَ صلى الله عليه وسلم السعدين في ذلك.

فقالا: يا رسُولَ الله! إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً وطاعة، وإن كان شيئاً تصنعُه لنا فلقد كنَّا نحنُ وهؤلاءِ القوم على الشركِ بالله وعبادةِ الأوثانِ، وهم لا يطمعونَ أن يأكلوا منها ثمرة إلا قِرًى أو بيعاً، فحين أكرمنا اللهُ بالإسلامِ وهدانا له وأعزَّنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف.

فقال صلى الله عليه وسلم: «إنما هو شيء أصنعه لكم»، وصوَّب رأيَهما في ذلك رضي الله عنهما، ولم يفعل من ذلك شيئاً».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ إرادته صلى الله عليه وسلم مصالحة غطفان وما جرى بينه وبين السعدين من حوار ومشاورة ذكره ابن إسحاق في السيرة مرسلاً من رواية الزهري (٢)، وأسنده البزار والطبراني عن أبي هريرة (٣).


(١) شرح المواهب للزرقاني ٢/ ٢٧٧.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٢٣.
(٣) قال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٣٣: "رجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات".

<<  <   >  >>