للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل

غزوة بني قريظة

قال المصنف: «فَنَهَضَ صلى الله عليه وسلم من وقتهِ إليهم، وأمرَ المسلمينَ أن لا يصلّي أحدٌ صلاة العصرَ ــ وقد كان دخل وقتُها ــ إلَّا في بني قريظة، فراحَ المسلمونَ أرسالاً، وكان منهم مَنْ صلَّى العصرَ في الطريقِ، وقالوا: لم يُرِد رسُولُ الله تركَ الصلاةِ، إنما أرادَ تعجيلَ السيرَ، وكان منهم من لم يُصلّ حتى غربت الشمسُ، ووصلَ إلى بني قريظة، ولم يعنّف صلى الله عليه وسلم واحداً من الفريقين.

والذين صلّوا العصرَ في وقتها حازوا قصَبَ السبقِ، لأنهم امتثلوا أمره صلى الله عليه وسلم في المبادرة إلى الجهادِ وفعل الصلاة في وقتها، ولا سيما صلاة العصرِ التي أكد الله سبحانه المحافظة عليها في كتابه. والحاصلُ أنَّ الذين صلّوا العصرَ في الطريقِ جمعوا بين الأدلةِ، وفهموا المعنى فلهم الأجرُ مرتين، والآخرينَ حافظوا على أمرِه الخاصّ، فلهم الأجرُ رضي الله عن جميعهم وأرضاهم».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ كانت غزوة بني قريظة بعد الأحزاب مباشرة في السنة الخامسة من الهجرة، وبعضهم يعدها غزوة مستقلة، وبعضهم يعدها تابعة لغزوة الأحزاب (١).


(١) فتح الباري ٧/ ٢٨١.

<<  <   >  >>