للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل

بَعَث بئر مَعُونة (١)

قال المصنف: «وفي صَفَرَ هذا بَعَثَ إلى بئرِ مَعُونة أيضاً، وذلك أن أبا بَراء عامر بن مالك المدعو مُلاعب الأسنة، قَدِمَ على رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدعاه إلى الإسلامِ فلم يُسلم ولم يُبعد. فقال: يا رسُولَ الله! لو بعثتَ أصحابَك إلى أهلِ نجدٍ يدعونهم إلى دينكَ لرجوتُ أن يجيبوهم، فقال: «إني أخافُ عليهم أهلَ نجدٍ»، فقال أبو بَراء: أنا جارٌ لهم.

فبَعَثَ صلى الله عليه وسلم فيما قاله ابن إسحاق: أربعين رجلاً من الصحابة (٢)، وفي الصحيحين: سبعين رجلاً (٣)، وهذا هو الصحيح. وأمَّر عليهم المُنذر بن عمرو رضي الله عنهم أجمعين، وكانوا من فُضلاءِ المسلمينَ وسادتِهم وقرائِهم، فنهضُوا فنزلُوا بئرَ مَعُونة، ثم بعثوا منها حرام بن مِلْحَان أخا أم سُليم بكتاب رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى عدوّ الله عامرِ بن الطُّفيل، فلم ينظُر فيه، وأمر به فقتله رجلٌ، ضربه بحربة، فلمَّا خرج الدمُ، قال: فزتُ وربّ الكعبةِ. واستنفرَ عدوُّ الله عامرٌ: بني عامرٍ إلى


(١) بئر معونة موضع في نجد على بعد (١٦٠) كيلاً عن المدينة.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ١٨٤.
(٣) صحيح البخاري «٤٠٨٤»، صحيح مسلم «٦٧٧».

<<  <   >  >>