للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قتال الباقين، فلم يجيبوهُ، لأجل جوار أبي بَراء، فاستنفر بني سُليم فأجابته عُصيةُ ورِعْلٌ وذكوانَ، فأحاطوا بأصحابِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقاتلوا حتى قُتلوا عن آخرهم رضي الله عنهم، إلا كعب بن زيد من بني النجار فإنه ارتُثَّ (١) من بين القتلى. وكان عمرو بن أمية الضمريّ والمُنذر بن محمد بن عقبة في سَرحِ المسلمين، فرأيا الطيرَ تحومُ على موضعِ الوقعة، فنزل المُنذر بن محمد هذا فقاتل المشركين حتى قُتل مع أصحابه، وأُسر عمرو بن أمية، فلما أخبر أنه من مُضَر جَزَّ عامرٌ ناصيته وأعتقه فيما زعم عن رقبة كانت على أمّه.

ورجع عمرو بن أُمية، فلمَّا كان بالقرقرة من صَدر قناة نزلَ في ظلّ، ويجيء رجلانِ من بني كلاب، وقيل من بني سُليم فنزلا معه فيه، فلما ناما فتك بهما عمرٌو وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابِه، وإذا معهما عهْد من رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لم يشعر به.

فلما قَدِمَ أخبرَ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بما فعل، قال: «لقد قتلتَ قتيلين لأدينَّهما». وكان هذا سببُ غزوة بني النَّضير هذا الصحيح».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ حادثة بئر معونة مخرجة في الصحيحين مع زيادات ونقص عن سياق المصنف (٢).

٢ ــ وقد كان بين هذه المأساة وبين مأساة الرجيع السابقة أيامٌ قليلة (٣).


(١) حمل من المعركة جريحاً وبه رمق.
(٢) انظر جميع ألفاظ الصحيحين في جامع الأصول «٦٠٨٧».
(٣) فتح الباري ٧/ ٣٨٠.

<<  <   >  >>