للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل

غزوة ذِي قَرَد

قال المصنف: «ثم أغار بعد قدومه المدينة بليال عيينةُ بن حِصْن في بني عبد الله بن غطفان، على لِقَاحِ (١) النبيّ صلى الله عليه وسلم التي بالغابةِ، فاستاقَها وقَتَلَ راعيَها، وأخذوا امرأتَه.

فكان أول من أنذر بهم (٢) سَلَمَةُ بنُ عمرو بن الأكوع الأسلمي رضي الله عنه، ثم انبعثَ في طلبهم ماشياً وكان لا يُسبق، فجعل يرميهم بالنبل ويقول: أنا ابنُ الأكوع واليومُ يومُ الرُّضَع، يعني: اللئام، واسترجعَ عامة ما كان في أيديهم.

ولما وقع الصريخُ في المدينةِ خرج رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في جماعةٍ من الفُرسان، فلحقوا سَلَمَة بن الأكوع، واسترجعوا اللقاحَ، وبلغ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ماءً يقال له ذو قَرَد، فنحر لَقْحَة مما استرجع، وأقام هناك يوماً وليلة، ثم رجع إلى المدينةِ.

وأقبلت المرأةُ المأسورةُ على ناقةٍ لرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقد نَذَرَتْ: إن الله أنجاها عليها لتنحرنهَّا، فقال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بئس ما جزتها، لا نذرَ لابنِ آدم فيما لا يملك، ولا في معصيةٍ»، وأخذ ناقته».


(١) اللقاح: الناقة القريبة العهد بالولادة، وتكون ذات لبن.
(٢) علم بهم.

<<  <   >  >>