٢ ـ ومن الأحكام التي تؤخذ من هذه الحادثة: جواز استعانة المسلمين بغير المسلمين والاحتماء بهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك،، ولهذا نظائر عديدة في حوادث السيرة، كاحتماء النبي صلى الله عليه وسلم بعمّه أبي طالب، واحتمائه بالمُطعم بن عَديّ عندما عاد من رحلة الطائف، واستعانته بعبد الله بن أُريقط في هجرته إلى المدينة.
٣ ــ كما يؤخذ من الحادثة أن دين الإسلام والنصرانية الحقَّة قبل أن يدخلها التحريف لا يختلفان في أصل العقيدة والتوحيد، وأن عيسى بن مريم رسول من عند الله، ليس بإله ولا ابن إله. ولذلك قال النجاشي لجعفر: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت مقدار هذا العود.
٤ ــ وفي جواب جعفر بن أبي طالب للنجاشي دليل على مدى ما كان عليه المسلمون من صراحة في بيان دينهم وعقيدتهم، وتركهم المجاملة والمداهنة رغم ضعفهم وغربتهم، مما كان له الأثر الطيب في نجاتهم.
٥ ــ كما أن في جواب جعفر دليل على رجاحة عقله وبلاغة بيانه وقوة حجته رضي الله عنه، وما ذلك إلا من تأييد الله له وتسديده إياه، حتى يتم نوره وينصر دينه ولو كره الكافرون.