للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلغتهم أخبار كاذبة بإسلام قريش، فلمّا رأوا أن الحال لم تتغير هاجروا مرة ثانية، وكانوا في هذه المرة نحواً من ثمانين رجلاً وتسع عشرة امرأة (١).

٤ ــ وأَصْحَمَة المذكور هو: أَصْحَمَة بن أبحر، والنجاشي لقبٌ له، وقد ثبت أنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، وظل في بلاده حتى مات، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، وكبَّر عليه أربعاً، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة (٢).

٥ ـ وفي اختياره صلى الله عليه وسلم للحبشة دون غيرها دليل على معرفته بأحوال البلدان والدول وما كان يجري فيها، وما يصلح منها وما لا يصلح.

٦ ــ وقد أثني النبي صلى الله عليه وسلم على الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، وقال لهم كما في الحديث الصحيح: «لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان» (٣).

وعند ابن سعد بإسناد صحيح كما قال ابن حجر أن أسماء بنت عُميس قالت: يا رسول الله! إن رجالاً يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأوّلين؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «بل لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك» (٤).

٧ ـ وقد أخذ العلماء من هذه الحادثة وجوب هجرة المسلم من البلد الذي يمنع فيه من إقامة شعائر دينه، من صلاة وصيام ونحوهما، إن كان قادراً على الهجرة.


(١) زاد المعاد ٣/ ٢٦.
(٢) صحيح البخاري «١٢٤٥»، صحيح مسلم «٩٥١».
(٣) صحيح البخاري «٣٨٧٦»، من حديث أبي موسى الأشعري.
(٤) طبقات ابن سعد ٨/ ٢١٩، فتح الباري ٧/ ٤٨٦.

<<  <   >  >>