للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما محاولة السهيلي (١) وابن سيد الناس (٢) الجمع بين الروايتين بأن الحادثة تكررت مرتين، الأولى في المنام والأخرى في اليقظة، ففيه نظر، لأنه لو كان كذلك لما حصل للنبي كل ذلك الخوف من هول المفاجأة في المرة الثانية!!

٢ ــ وقوله: "في رمضان": أي أن مجيء جبريل إلى الغار كان في رمضان، قال ابن حجر: "هذا هو الراجح" (٣).

وقال الألباني: "هو المشهور" (٤).

واستدل له ابن إسحاق بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ} [البقرة: ١٨٥] " (٥).

٣ ــ وقوله: "وله أربعون سنة": هذا هو المشهور، وتدل عليه الروايات الصحيحة، منها ما ثبت عن ابن عباس قال: «أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين» (٦).


(١) الروض الأنف ٢/ ٣٩٢.
(٢) عيون الأثر ١/ ١٠٨.
(٣) فتح الباري ١٢/ ٣٥٦، ٨/ ٧١٨. ووهم الدكتور مهدي رزق الله في كتابه السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ص ١٣٠ عندما قال: "روى الشيخان أن أمين الوحي فجأ الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة في يوم الاثنين، الحادي والعشرين من شهر رمضان"!! وهذا وهم منه، فليس في الصحيحين تحديد تاريخ المجيء باليوم والشهر، والثابت فيهما التحديد بيوم الاثنين فقط.
(٤) صحيح السيرة للألباني ص ٨٩.
(٥) سيرة ابن هشام ١/ ٢٣٩.
(٦) صحيح البخاري «٣٨٥١».

<<  <   >  >>