للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَرَجَ معه إلى الشَّام من الآيات فيه صلى الله عليه وسلم ما زاد عمَّه في الوصاة بهِ والحرصِ عليهِ؛ كما رواه الترمذي في جامعه بإسنادٍ رجالُه كلُّهم ثقاتٍ، من تظليل الغَمَامةِ له ومَيْلِ الشجرة بظلّها عليه، وتبشير بَحيرا الرَّاهب به، وأمره لعمّه بالرجوع به لئلَّا يراه اليهود فيرومونه سوءاً، والحديث له أصلٌ محفوظٌ، وفيه زياداتٌ أُخر».

الكلام عليه من وجوه:

١ ـ قوله: "وخرج به عمه إلى الشام": هذه الحادثة أخرجها الترمذي في سننه، وابن إسحاق في السيرة (١)، ورجالها كلهم ثقات ولها أصل محفوظ كما قال المصنف.

وقال الحافظ ابن حجر: "إسناده قوي" (٢)، وقد صححها الحاكم في المستدرك (٣)، وصححها بمجموع طرقها وشواهدها الدكتور أكرم ضياء العُمري (٤)، والألباني (٥)، على نكارة في بعض ألفاظ الحديث نبّه عليها العلماء.

٢ ــ وقد اكتفى المصنف بالإشارة إلى الحادثة، وخلاصتها: أن أبا طالب كان قد أراد الخروج إلى بلاد الشام في تجارة له، فرغب ابن أخيه في صحبته، فرقّ له واصطحبه. فلما وصل الركبُ بُصرى من بلاد الشام، كان بها راهب نصراني (٦)


(١) سنن الترمذي (٣٦٢٠)، سيرة ابن هشام ١/ ١٨١.
(٢) فتح الباري ٧/ ٧١٦.
(٣) مستدرك الحاكم (٤٢٢٩).
(٤) السيرة النبوية الصحيحة ١/ ١٠٩.
(٥) صحيح سنن الترمذي ٣٦٢٠، والتعليق على فقه السيرة للغزالي ص ٦٩.
(٦) وقيل: يهودي.

<<  <   >  >>