للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نوفلٌ. ثم قدمُوا بالعير والأسيرين قد عزلوا من ذلك الخمس. فكانت أولُ غنيمةٍ في الإسلام، وأولُ خُمُسٍ في الإسلام، وأولُ قتيلٍ في الإسلام، وأولُ أسيرٍ في الإسلام.

إلَّا أن رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أنكرَ عليهم ما فعلوه، وقد كانوا رضي الله عنهم مجتهدين فيما صَنَعوا.

واشتدَّ تعنُّتُ قريشٍ وإِنكارُهم ذلك، وقالوا: محمدٌ قد أحلَّ الشهرَ الحرامَ، فأنزلَ الله عزَّ وجلَّ في ذلك {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} [البقرة: ٢١٧]، يقول سبحانه: هذا الذي وَقَعَ وإن كان خطأً، لأن القتالَ في الشهرِ الحرامِ كبيرٌ عند الله، إلَّا أن ما أنتُم عليه أيها المشركونَ من الصَّدّ عن سبيلِ الله والكفرِ به وبالمسجدِ الحرام، وإخراجِ محمدٍ وأصحابِه الذين هم أهلُ المسجدِ الحرامِ في الحقيقةِ أكبرُ عند الله من القتالِ في الشهرِ الحرامِ.

ثم إن رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَبِلَ الخُمُسَ من تلك الغنيمة، وأخذ الفِدَاءَ من ذينك الأسِيرينِ».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ سرية عبد الله بن جحش أوردها ابن إسحاق في السيرة (١)، وقال ابن حجر: "حديث مرسل، أخرجه ابن إسحاق في المغازي، وإسناده قوي، وله شاهد موصول بإسناد حسن" (٢).


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٦٠١.
(٢) موافقة الخُبر الخبر لابن حجر ١/ ٣٨٤، وكذا قال بنحوه في تغليق التعليق ٢/ ٧٦.

<<  <   >  >>