للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ قوله "ابن عبد الله": هذا هو اسم والد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مات قبل البعثة شاباً بالمدينة ودفن بها.

كان قد قدم إلى المدينة من مكة ليشتري تمراً فاتفق أنه مرض بها ومات، وقيل بل مرّ بها مريضاً وهو راجع من بلاد الشام (١).

وكان عمره عندما مات ثماني عشرة سنة كما صححه الحافظ العلائي وابن حجر والسيوطي، وقيل: خمساً وعشرين سنة (٢).

٢ ــ قوله "ابن عبد المطلب": هذا هو جدّ النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه الحقيقي: شيبة الحَمْد، كان شيخاً معظّماً في قريش، وزعيماً من زعمائها، وهو الذي حفر بئر زمزم، وهو الذي كَفَل النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمّه، وقد رقّ عليه جداً، وكان يجلسه معه على فراشه في ظل الكعبة، وكان عُمُره صلى الله عليه وسلم عندما مات جدُّه ثمان سنين، وقد أوصى بكفالة حفيده من بعده إلى عمّه أبي طالب (٣).

٣ ــ وإذن فإبراهيم الخليل هو جدّ النبي الأعلى، وقد انتقلت منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصفات الوراثية الجسمانية، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أشبه الناس به في الخِلْقَة، كما ورد في الحديث الصحيح: «أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه» (٤).

٤ ــ وقد اقتضت حكمة الله عزَّ وجلَّ أن يجعل نسب نبيه صلى الله عليه وسلم من أرفع الأنساب


(١) تاريخ الإسلام للذهبي ١/ ٤٩٩.
(٢) شرح المواهب للزرقاني ١/ ٢٠٤.
(٣) جوامع السيرة لابن حزم ص ٥، تاريخ الإسلام للذهبي ١/ ٥١.
(٤) صحيح مسلم «٢٧٨» من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>