للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرجَ عليهم، وقد انثنى عزمُ أولئك فقالوا: يا رسُولَ الله! إن أحببتَ أن تمكثَ في المدينةِ فافعل. فقال: «ما ينبغي لنبيّ إذا لبِس لأمَتَه أن يَضَعَها حتى يُقاتل»، وذلك يومُ الجمعة، واستخلفَ على المدينةِ ابنَ أم مكتُوم».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ مشاورته صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج لملاقاة جيش قريش أم التحصن في المدينة ذكرها ابن إسحاق (١) في السيرة، وعلقها البخاري في الصحيح (٢)، وأخرجها أحمد في المسند بإسناد صححه ابن حجر (٣).

٢ ــ وقد كان رأي عبد الله بن أبي بن سلول ــ رأس المنافقين ـــ موافقاً لرأي النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لسبب وهدف مختلف، فقد كان يريد عدم المشاركة في القتال دون أن يحس به أحد، وهذا إنما يتحقق له إذا كانت المعركة داخل أزقة المدينة وليس خارجها.

٣ ــ وفي الحادثة دليل على الأخذ بمبدأ الشورى فيما لم يرد فيه نص شرعي ملزم، وتقدم لذلك نظائر عدة.

٤ ـ وفيه أيضاً دلالة على ضرورة حزم القائد وترك التردد في الرأي، "ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل".

٥ ــ واستخلافه صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة ذكره ابن إسحاق بدون إسناد (٤).


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٦٣.
(٢) صحيح البخاري ٩/ ١١٢.
(٣) مسند أحمد «١٤٧٨٧»، تغليق التعليق ٥/ ٣٣٢.
(٤) سيرة ابن هشام ٢/ ٦٤.

<<  <   >  >>