للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسبب ما كانا قتلا من كفار قريش من يوم بدرٍ.

فأما خُبَيب رضي الله عنه فمكث عندهم مسجوناً، ثم أجمعوا لقتله فخرجوا به إلى التنعيم (١) ليصلبوه، فاستأذنَهم أن يُصلّي ركعتين فأذنوا له: فصلاهما، ثم قال: والله لولا أن تقولوا أن ما بي جَزَعٌ لزدت، ثم قال:

ولستُ أُبالي حينَ أُقتلُ مُسلماً … على أي جنْبٍ كان لله مصرعي

وذلك في ذاتِ الإلهِ وإن يَشَأْ … يُبَارِكْ على أوصالِ شِلْوٍ مُمَزَّع

وقد قال له أبو سفيان: أيسرُّك أن محمداً عندنا تُضربُ عنقُه، وأنك في أهلِك؟ فقالَ: والله ما يسُرني أني في أهلي وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكة تُؤذيه.

ثم وكلوا به من يحرسه، فجاء عمرو بن أمية فاحتمله بخدعة ليلاً فذهب به فدفنه. وأما زيد بن الدَّثِنة رضي الله عنه فابتاعه صفوانُ بنُ أمية فقتله بأبيه».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ ذكر المصنف أن حادثة الرجيع كانت في صفر سنة أربع من الهجرة، بينما ذكر غيره أنها كانت في أواخر سنة ثلاث (٢)، فالله أعلم.

٢ ــ وحاصل الحادثة أن وفداً من عرب عَضَل والقارَّة كانوا قد جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه أنهم يرغبون في الدخول في الإسلام، وأنهم بحاجة أن يرسل معهم من يعلّمهم أمور الدين وشرائع الإسلام، فأرسل النبي معهم نفراً من


(١) مكان معروف بمكة، وهو أدنى الحلّ.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ١٦٩، فتح الباري ٧/ ٣٨٠.

<<  <   >  >>